(مجموعه رسايل الاسطى حراجى لزوجته فاطنه عبد الغفار)
|
...
|
الجوهرة المصونه
|
والدره المكنونه
|
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
|
يوصل ويسلم ليها
|
في منزلنا الكاين في جبلايه الفار
|
أسوان ... الرسالة 1
|
أما بعد .. لو كنت هاودت كسوفي ع التأخير
|
سامحيني يا فطنه في طول الغيبه عليكم
|
وأنا خجلان .. خجلان .. وأقولك يا زوجتنا أنا خجلان منكم ..
|
من هنا للصبح ..
|
شهرين دلوقت ..
|
من يوم ما عنيكي يا فاطنه .. بلت شباك القطر ..
|
لسوعتي بدمعك ضهر يديَ
|
لحضتها قلت لك :
|
(( قبل ما عوصل عتلاقي جوابي جي ... ))
|
نهنهتي .. وقلتي لي بعتاب:
|
(( النبي عارفاك كداب .. نساي
|
وعتنسى أول ما عتنزل في أسوان .. ))
|
حسيت واليد بتخطفها يد الجدعان
|
بالقلب ف جوفي ما عارف ان كان بردان .. دفيان
|
والبت عزيزه والواد عيد
|
قناديل في الجوف .. زي ما بتضوي .. بيقيد ..
|
.......... والقطر إتحرك ..
|
وقليبي بينتقل من يد لإيد .
|
والقطر بيصرخ ويدَودِو
|
اتدلدلت بوسطي من الشباك ..
|
( خذي بالك م الولد .. راعي عزيزه وعيد )
|
والقطر صرخ ورمح لكإنه داس على بصة نار ..
|
ولقطت الحس قريب .. قد ما كنتي بعيد :
|
(قلبي معاك يا حراجي هناك في أسوان ..)
|
...........................
|
ورميت نفسي وسط الجدعان .. وبكيت ..
|
وبلدنا اللي كنا بنمشيها ف نص نهار
|
كان القطر في لحضه .. فاتها بمشوار .
|
سامحيني يا فطنه على التأخير ..
|
ولو الورقه يا بت الخال تكفي
|
لأعبي لك بحر النيل والله بكفيِ
|
وختاماً ليس ختام ..
|
بابعت لك ِ
|
ليكي ولناس الجبلايه ولبتي عزيزه والواد عيد
|
ألف سلام
|
زوجك ... لوسطى حراجي
|
***
|
أسوان
|
زوجي الغالي
|
لاوسطى حراجي القط
|
العامل في السد العالي
|
جبلاية الفار
|
الرسالة 2
|
زوجي حراجي ..
|
فوصلنا خطابك ..
|
شمينا فيه ريحة الأحباب .. ربنا ما يوري حد غياب ..
|
مش أول مره البسطاوي يخطي عتبة الدار ؟؟
|
عمرنا يا حراجي .. ما جلنا جواب .
|
النبي ساعة مرزوق البسطاوي .. ما نده ..
|
كده زي ما كون .. دقت في حشايا النار .
|
وكإن العمر بيصدق .. بعد ما كان كداب ..
|
اتأخرت مسافه كبيرة كبيرة علي
|
عارف فاطنه يا حراجي لاليها عايل .. ولا خي .
|
ليه تتأخر كده يا حراجي .. ؟
|
طب والنبي كأن ورقتك دي
|
أول قنديل بتهز ف جوف الدار .
|
أول ندعة ضو.
|
الدار من غيرك يا أيو عزيزه .. هو .
|
وعزيزه وعيد ..
|
من غيرك يا حراجي زي اليُتما في العيد .
|
الواد على صغره حاسس بالغربه والبعد .
|
ولا عاد حتى بيطلع يلعب في القمَارى مع الولِد .
|
اطلع وأخش .. أطلع وأخش القاه .. غيمان
|
وكأنه محروق له دكان .
|
ويقوللي : (( فين يامه أسوان .. ؟
|
وأبا سابنا ليه يا مه ؟ ما يمكن زعلان .. ؟ ))
|
شهرين يا بخيل ؟
|
ستين شمس وستين ليل ؟
|
النبي يا حراجيما أطول قلبك
|
لاقطع بسناني الحته القاسيه فيه
|
..........................
|
كل الجبلايه تسلم فرداً فرد ..
|
م الحاج ((( طِلب حامد )) لعيلة بيت (( علي سعيد ))
|
وانشالله يا حراجي ما يوريني فيك يوم
|
وانشالله تكون تعلمت ترد قوام .
|
ومادام احنا راسيين ع العنوان
|
والله ما حنبطل بعتان..
|
مفهوم..أسوان
|
زوجي الغالي
|
لاوسطى حراجي القط ..
|
العامل في السد العالي
|
زوجتك
|
فاطنه أحمد عبد الغقار
|
جبلايه الفار
|
***
|
أسوان
|
الرساله 3
|
الجوهره المصونه
|
والدره المكنونه
|
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
|
يوصل ويسلم ليها
|
في منزلنا الكاين في جبلاية الفار
|
أما بعد ..
|
فهذا تاني خطاب ..
|
باعتين طيه ما قدرنا المولى عليه ..
|
وعنبعتلك في ظرف الجمعه .. طرد
|
الطرحه والجزمه بتوعك ..
|
وكساوي عزيزه وعيد .
|
دورت الحسبه ف راسي وقلت يا واد يا حراجي ..
|
هو يعني قانون العيل ما يدوقشي الكسوه ..
|
غير في العيد ؟
|
أمال كيف العيل حيحس أبوه جنبه
|
إذا كان الأب .. بعيد .. ؟
|
بقى أول ما دلقنا يا فاطنه بابور السد على محطة إسوان
|
أنا والجدعان
|
حسيت بالدوخه
|
مش أول مره باسيب جبلاية الفار .. ؟
|
رحنا المكتب
|
طبعنا البطاقات ..
|
ومضينا على الورقات
|
أه يا (( فطاني )) لو شوفتي الرجاله هْنِهْ
|
قولي .. ميات .. أولوفات ..
|
بحر من ولاد الناس ..
|
إللي من (( درجا )) واللي م (( البتانون ))
|
واللي من (( أصفون)) و (( التل))
|
جدعان .. زي عيدان الزان .. سايبن الأهل .
|
وتطلي في عين الواحد يا ولداه ع الغربه ..
|
عارفه يا مرتي الراجل في الغربه يشبه إيه .. ؟
|
عود دره وحداني .. في غيط كمون ..
|
حسيت بالخوف ناشع في عروقي زي البرد .
|
قضينا الليله الأولانيه في أي مكان .
|
العين مشقوقه..
|
والبال ..
|
زي الغله اللي بتسرسب من يد الكيال
|
وندهت عليكي قلت : انا بنده
|
امعاني ؟
|
سامعيني يا عيال ؟
|
النبي لولا الخوف واللومه من الرجاله ..
|
لاركبت القطر وعدت
|
قبل ما أروح لموظف
|
قبل ما أرد سؤال.
|
وقعدت أعقل نفسي وأقول : يا حراجي يا بوي
|
أمال جيت ليه ؟
|
الخايف من الغربهة ما يجيش
|
اتحمل علشان كسوة عيد .. ورغيف العيش
|
لكإنك ياخي رحت (( الديش ))
|
من خوفي يا مرتي
|
قعدت أهدي الرجاله .
|
فاطنه ..
|
أول ما تفكي الخمسه جنيه
|
اطلعي ع الفور ..
|
وإدي حساب (( عمران )) وجنيه (( بمبة الصباغ ))
|
والباقي زيحوا بيه القارب
|
لما يعدلها الرحمن
|
سلمى ع الوِلد .. وع (( الحاج التايب ))
|
بلا كتر كلام ..
|
سلمي على كل اللي لينا فيهم نايب ..
|
وإوعي يا فطنه لما ارجع وأبص ف وش اللولاد ..
|
أعرف إن أبوهم كان غايب .
|
وإحنا هنا بنستنى الجوابات بفروغ صبر
|
طول ما الجوابات رايحه وجايه .
|
اعتبري كإني باجي أشوفك..
|
واجى .
|
زوجك لاوسطى حراجي
|
***
|
أسوان
|
زوجي الغالي
|
لاوسطى حرجاي القط
|
العامل في السد العالي
|
جبلاية الفار
|
الرسالة 4
|
وصلنا الطرد وجانا المبلغ يا حراجي ..
|
أحياك الرب وأبقاك ألفين عام ..
|
ولا عاد يقطعلك عاده ولا حس..
|
ولا يقفل لك كف ..
|
ولا يطوي من قدامك سجادة الخير والسعاده ..
|
اما بعد ..
|
فإحنا وزعنا المبلغ زي ما قلت..
|
ولعلك ما تشغلش بالك فينا وتبقى في راحة بال ..
|
إحنا يا حراجي – بعيد الشر- إن ضاقت بينا الحال يكفينا ريال
|
كفايه علينا البسطاوي الظهر يخطي عتبة الدار
|
غمبارح .. جانا (( الشيخ قرشي )) .. وخبط ع الباب ..
|
جه ساعة المغرب
|
قاللي لا بدن ما نبص لعيد ..
|
قاللي : (( يا بت المرحوم ..
|
الواد لازمه الكتاب ..
|
يو السوق ..
|
إتدلي هاتي له قلمين بوص .. ودواية .. ولوح )) ..
|
وضحك .. بعدين قاللي : (( لاحسن يطلع لوح ))
|
وأنا بيني وبينك يا حراجي عاوزاه يكبر
|
ويعوضنا عن الأهل ويعمل لنا قيمه ..
|
عاوزاه تكون قيمته ف جبلاية الفار قيمة القيمه ..
|
اللي بتقوله عن أسوان يا بوعيد ..
|
حكايه ولا حكايات أبو زيد ..
|
هيا يعني .. مش زي بلدنا .. ؟
|
أمال ناسها بيسووا إيه .. ؟
|
ما بيشتغلوش ليه ؟
|
وإنت .. طول عمرك راجل صاحب فاس
|
فهمهاني دي
|
لاحسن عامله في راسي زي الخبطه ..
|
كيف صاحب الفاس يصبح أوسطى .. ؟
|
صاحبك (( تكروني )) لما أتى بالطرد ..
|
شيعنا معاه الموجود ..
|
...............................................
|
في الليل يا حراجي تهف عليا ما عرف كيف ..
|
هففان القهوه .. على صاحب الكيف ..
|
وبامد إيديا في الظلمه ألقاك جنبي ..
|
طب والنبي صُح ومش باكدب يا حراجي .
|
وباحس معاك إن الدنيا لذيذه .
|
كيف حال (( عبد العال التابه )) و (( على اب عباس ))؟ ..
|
وقوللي يا حراجي ..
|
بتاكل كيف . ؟ وبتلبس إيه ؟ وبتقلع إيه ؟
|
بتنام فين ؟
|
قاعد في المطرح مع مين ؟
|
مين اللي بيغسلك توبك
|
وبتتسبح فين .. ؟
|
...............................................
|
في نهاية القول ..
|
أنا رح أشيع عيد ع الكتاب ..
|
فا إبعت له ووصيه على شد الحيل ..
|
وجميع الناس في الجبلايه
|
عايزين لك كل سعاده وخير ..
|
وبيتمنولك تاني ترجع في السلامه ..
|
تعمر مصطبتك ..
|
وتقيد اللنضه في الدار ..
|
زوجتك
|
فاطنه أحمد عبد الغفار
|
جبلاية الفار
|
***
|
الجوهره المصونه
|
والدرر المكنونه
|
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
|
يوصل ويسلم ليها
|
في منزلنا الكاين في جبلاية الفار
|
أسوان
|
الرساله 5
|
مشتاق ليكي شوق الأرض لبل الريق ..
|
شوق الزعلان .. للنسمه .. لما الصدر يضيق
|
مشتاق .. وإمبارح ..
|
قاعد .. قدامي عِرق حديد.. وف يدي الفحار ..
|
غابت عن عيني الحته اللي أنا فيها..
|
وغابوا الأنفار
|
تحت النفق .
|
الضلمه يا فاطنه
|
بتساعد على سحب الفكر
|
..
|
تلاقيكي ولا عارفه الأنفاق.
|
ولقيت نفسي يا فاطنه طيره مهاجره
|
والطيره جناحها محتار
|
ولقيت نفسي على بوابة جبلاية الفار ..
|
باخد الأحباب بالحضن
|
كانس كل دروب الجبلايه بديل توبي
|
طاوي كفوفي وباخبط بيهم على صدر الدار
|
قلتلي لي مين ؟
|
مسيت الدمعه ف حزنك بإيدي..
|
مسيت الدمعه اللي ف حزنك ..
|
ماعرف خدتك في حضاني ولا إنتي خدتيني ف حضنك
|
وعزيزه وعيد حواليا بيشدوا الجلابيه
|
ويشموا ف غيبتي وفي إيديا..
|
وقعدت بيناتكم .. وبكيت .. وضحكت
|
لما لمحت عصايتي وتوبي .. وفاسي .. ومداسي
|
يمكن ساعه .. وقف اللمهندس على راسي ..
|
ولمس كتفاتي بصابعه .. قمت لفوق ..
|
طبطب على كتفي ..
|
وخدني من يدي بره النفقات في النور ..
|
ضيعنا نص نهار ..
|
وسألني .. قلت الشوق
|
قاللي إسمع يا حراجي أقولك ..
|
ويا فاطنه قعد يحكي ويتكلم ..
|
ألقط كلمه وميه تروح ..
|
وكلام .. م اللي يرد الروح ..
|
وحكى لي عن أسوان والسد ..
|
وحكى لي عن اللفرنج وعن حرب المينا..
|
في الجوابات الجايه يا فاطنه عاقولك وإحكي لك ..
|
اما عن نفسي .. فأنا لا بخيل ولا شي ..
|
كيف اللي ف قلبي بس يا ناس .. أرويه في جواب .. ؟
|
أما عن عيد ..
|
فأنا من بدري يا فاطنه قلت يروح الكتاب ..
|
وأقل ما فيها ..
|
عيفُك الخط ويحفظ له كام سوره
|
والأمر ده بس يا فاطنه يعوز شوره .. ؟
|
على خيرة الله ..
|
ووصلنا فطيرك ..
|
قعمزت ما بين الرجاله وكلناه ..
|
يعني أنا دقته .. ؟
|
والنبي بعنيا قعدت أتفرج ع الرجال بياكلوه
|
كنا طالعين م الشغل نشر عرق ..
|
بت يا فاطنه ..
|
النبي في الدنيا .. ما فيه واحده بتسوى فطيره زيك ..
|
شفت ده في عنين الرجاله ..
|
سلاماتي لكل اللي يقولك شحوال حراجي
|
وسلامي لعزيزه وعيد ..
|
أما نه عليكي لحين ماجي ..
|
زوجك
|
لوسطى حراجي
|
***
|
أسوان
|
زوجي الغالي
|
لاوسطى حراجي القط
|
العامل في
|
السد العالي
|
جبلاية الفا ر
|
الرساله 6
|
أما بعد ..
|
فنعرفكم .. إحنا بخير ..
|
ولا يلزمنا إلا رؤية وجه الغايبين ..
|
(( مرزوق البسطاوي )) .. مرته وضعت .. حدفت ولدين
|
وجوابك وصل الجبلايةإمبارح ..
|
لكن مرزوق .. ما سرحشي غير اليوم ..
|
وما دنتو في صحه وعال ..
|
إحنا ما يلزمناش .. أكتر من ورقه في ظرف ..
|
ناس الجبلايه كبيراً وصغيراً عاوزين رؤياك .
|
قوللي يا حراجي بحق ..
|
عامل كيف بس ف ليل الفرقه .. ؟
|
واللهي ما خش دماغي حاجه من اللي كاتبه في الورقه ..
|
ويا خوفي عليك ..
|
بيقولوا فيه ناس .. ماتوا في اللي إسمه السد ..
|
طمنا عليك يا حراجي .
|
.........................................
|
قسمنا مع بيت العطار .. بلح النخله الشرك ..
|
إذا كان لازمك منه يا حراجي .. إبعت قول ..
|
مش راح تاجي .. ؟
|
طالقالك في البيت فروج ..
|
علشان لما تعود م الأسوان دي .. تلاقي لك حتة لحم ..
|
وإم (( علي أب عباس )) مشغوله عليه ..
|
بدري ما راسلهاش ليه ؟
|
أهي طول اليوم .. قاعده على العتبيه إيد على خد ..
|
وماسمكه عود قش بتبكي وتخطط في تراب الدرب ..
|
طمنا عليه يا حراجي يرضيك المولى ..
|
وإذا كان عال وف خير ..
|
الضحك مع الجدعان .. ولا رساله لامه المشغوله أولى .. ؟
|
قلب الأم أصابه الشوق يا بوعيد ..
|
يبقى أسخن من رمال القياله لما يقيد
|
يبقى عش خراب بيسرخ على طيره ..
|
وعلى أب عباس عارف أمه ..
|
مالهاش في الدنيا غيره ..
|
وإمبارح كانت وسط الحريمات ..
|
قاعده تمسح دمعتها .. ف طرحتها وتقول :
|
اللي مانعني من الموت ..
|
اليوم اللي أشوف (( علي )) فيه متهني وفاتح بيت ..
|
يومها أقول للدنيا ضحكت عليكي
|
خلاص غوري ..
|
قولله يشيع يا حراجي .. الناس زعلانه ..
|
كل الجبلاي واخده في خاطرها منه ..
|
وإمه عنيها كستها الدخانه ..
|
أختك (( نظله ))
|
رجعت بيت الحاج ركابي إمبارح من (( درجا ))
|
قالت جايه تريح عند خالاتها وحتولد في اللي يهل ..
|
يا حراجي .. جوابك بيرد الميه للزور الناشف ويبل .
|
ده إحنا عايشين هنا ع السيره ..
|
وزادنا الأخبار ..
|
زوجتك
|
فاطنه أحمد عبد الغفار
|
جبلاية الفار
|