مع
اقتراب حفلة توزيع جوائز الـ World Music Award اشتعل الحديث من كل حدب
وصوب عن أسماء الفنانين العرب المرشّحين لنيل هذه الجائزة واستعرت الحروب
مجدداً بين الفنانين مفجّرة عاصفة من الاتهامات المتبادلة بين جماهير
هؤلاء إضافة إلى انتقادات الصحافة حول أحقية الفائز بها وجدارته. لا
شكّ في أن هذه الجائزة هي الأكثر جدلاً ومثار تساؤلات حول مصداقيتها،
خصوصاً أن أكثر من فنان يصرّح سنوياً بأنها عُرضت عليه مقابل مبالغ مالية
إلا أنه رفضها لأنها مشتراة، فيما يرفض النجوم الذي حصدوا هذه الجائزة في
السنوات الماضية هذا الكلام جملة وتفصيلاً ويتحدّون أي جهة تشكّك في
مصداقية الجائزة أن تثبت كلامها بأدلة ووقائع. خلافات لا تنتهي تحوّلت
هذه الجائزة من جواز سفر للأغنية العربية إلى العالم إلى إثبات نجومية هذا
الفنان أو ذاك وتحقيق {برستيج} له، وزرعت الخلاف حتى بين الفنانين وشركة
إنتاجهم، مثلا تردّد أن الفنان وائل كفوري طالب شركة {روتانا} السنة
الماضية بأحقّيته في الحصول على الجائزة، إلا أن هذه الأخيرة لم تقدّم
حينها نسبة مبيعات ألبومات فنانيها والأرباح التي حققتها، فغضب كفوري
وقرّر مغادرتها، فما كان من سالم الهندي إلا أن ردّ بأن الشركة ليست
مخوّلة تسمية الفائز بل اكتفت خلال السنوات الماضية بتقديم مبيعات ألبومات
فنانيها وأرباحهم فحسب. منافسة شرسة طُرحت هذه السنة أسماء
فنية كثيرة لنيل الجائزة، إلا أن المنافسة الأشرس ستكون بين تامر حسني
بألبومه {هاعيش حياتي} (حلّ ثانياً في المبيعات بعد عمرو دياب) وجنات
بألبومها {حب امتلاك} وأنغام
بـ {نفسي أحبك} وإيهاب توفيق بـ {لازم تسمع}. كذلك تتداول النشرات الفنية والشركات المنظّمة لحفلة World Music Award 2009، إسم المطرب مصطفى كامل بـ ألبومه الجديد {3 مرات} وأغنية {وحشتني}، وهي مرشّحة لأفضل أغنية لعام 2009. من
جهة أخرى توقعت تقارير صحافية فوز دياب بجائزة الـ World Music Award
لأفضل ألبوم غنائي في الشرق الأوسط للمرة الرابعة، مبررةً ذلك بأن ألبومه
الأخير {وياه} حقق أعلى نسبة مبيعات للكاسيت في العالم العربي. وأضافت
التقارير أن دياب هو الأقرب للفوز بالجائزة، لا سيما مع تفوّق ألبومه
الأخير على ألبوم {هاعيش حياتي} لتامر حسني، إلا أن أحداً لا يعرف كيف
تنقلب موازين القوى بين ليلة وضحاها، خصوصاً أن محسن جابر صاحب شركة {عالم
الفن} التي ينتمي إليها حسني وتعتبر المنافس الأقوى لـ {روتانا}، سيجنّد
طاقاته كلّها لتكون الجائزة من نصيب حسني. أفضل مطرب في إفريقيا يُذكر
أن دياب تسلّم أخيراً في لندن جائزةَ أفضل مطرب في إفريقيا وهي تُمنح من
خلال مسابقة {إفريقيا ميوزك أوورد} التي تنافس عليها ألفا مطرب من أكثر من
50 بلداً، بالإضافة إلى جائزتي أفضل أغنية وأفضل مطرب رجل، وقد غنّى قبل
تسلّمهما {وياه} التي صدرت في ألبومه الغنائي الأخير الذي حمل الاسم نفسه. يجهز
دياب، بعد عودته، للبدء بتصوير مسلسله التلفزيوني الجديد الذي وقّع عقد
بطولته مع شركة {غود نيوز}، سيناريو عمرو سمير عاطف، إخراج شريف عرفة. نانسي وإليسا في
المقابل يشكّل عدم دخول الفنانة إليسا، التي حصدت الجائزة مرتين وزميلتها
نانسي عجرم التي كانت من نصيبها السنة الماضية، المنافسة بسبب عدم
تقديمهما ألبومات جديدة بطاقة رابحة لدياب وحسني كون الفنانتين
اللبنانيتين تحظيان بجماهيرية كبيرة في أنحاء العالم العربي. كذلك لم يحظَ
ألبوما صابر الرباعي وهاني شاكر بالانتشار والنجاح المطلوبين. في النهاية ومهما كانت النتيجة لا بد من التذكير بأن الجوائز هي مجرد تتويج لا أكثر، وأن الجائزة لا تصنع النجم بل هو الذي يصنعها.