2- ما تركه النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ –بعد موته من التركة:
عن عمرو بن الحارث- رَضِيَ اللهُ عنهُ –قال:(ما ترك رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة). البخاري ,كتاب المغازي ,باب مرض النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -، ووفاته (7/755) رقم (4461).
وعنه قال: ما ترك رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ–عند موته درهماً ولا ديناراً، ولا عبداً ولا أمة، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة). البخاري مع الفتح كتاب الوصايا باب الوصايا (5/419)- رقم (2739).
قال ابن حجر: قوله: ولا عبداً، ولا أمةً، أي في الرق، وفيه دلالة على أن من ذكر من رقيق النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – في جميع الأخبار كان إما مات و إما أُعتق، واستُدل به على عتق أم الولد بناءً على أن مارية والدة إبراهيم ابن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ –عاشت بعد النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وأما على قول من قال: إنها ماتت في حياته-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ–فلا حجة فيه.
وقوله: (ولا شيئاً),وفي رواية الكشميهني (ولا شاة), والأول أصح وهي رواية الإسماعيلي أيضاً من طريق زهير، نعم روى مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم من طريق مسروق عن عائشة قالت: (ما ترك رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – درهماً ولا ديناراً، ولا شاةً ولا بعيراً، ولا أوصى بشيء). فتح الباري (5/424).
وقال عروة عن عائشة قالت: توفي رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ–وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد رطب إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني. البخاري كتاب فرض الخمس باب نفقة نساء النَّبيّ بعد وفاته (6/241) رقم (3097)، ومسلم كتاب الزهد والرقائق (4/2282) رقم (2973).
وقالت: تُوفي رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ –ودرعه مرهونة بثلاثين صاعاً من شعير. أخرجه البخاري كتاب الجهاد والسير باب ما قيل في درع النَّبيّ والقميص في الحرب (6/116) رقم (2916).
قال ابن كثير: (باب بيان أن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ–لم يترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ولا شاة ولا بعيراً ولا شيئاً يُورث عنه: بل أرضاً جعلها كلها صدقة لله - عزَّ وجلَّ -). البداية والنهاية (3/247).
وقال : (تنبيه: قد وردت أحاديث كثيرة في ذكر أشياء كان يختص بها صلوات الله وسلامه عليه في حياته من دور ومساكن نسائه، وإماء وعبيد وخيول، وإبل وغنم وسلاح، وبغلة وحمار، وثياب، وأثاث، وخاتم وغير ذلك.. فلعله عليه السلام تصدق بكثير منها في حياته منجزاً، وأعتق من أعتق من إمائه وعبيده وأرصد ما أرصد من أمتعته مع ما خصه الله به من الأرضين، من بني النضير وخيبر وفدك في مصالح المسلمين).
البداية والنهاية (3/248-249). بتصرف يسير.
منقووووووووووووووووووول