القاهرة (ا ف ب) - قضت محكمة جنايات القاهرة الخميس باعدام رجل الاعمال المصري القيادي البارز في الحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة السابق محسن السكري بعد ادانتهما بقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي في تموز/يوليو الماضي.
واعلن القاضي المحمدي قنصوة احالة اوراق الرجلين الى المفتي للحصول على موافقته على حكم الاعدام، طبقا لما يقضي به القانون.
وحدد القاضي الخامس والعشرين من حزيران/يونيو موعدا لجلسة لاعلان رأي المفتي.
ويستطيع المتهمان اللذان كانا في قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة بملابس السجن البيضاء اثناء النطق بالحكم، استئناف الحكم امام محكمة النقض.
واتخذت اجراءات امنية مشددة داخل المحكمة وخارجها.
وقال سمير الششتاوي احد محامي رجل الاعمال المصري امام الصحفيين "اريد ان اؤكد لعائلة طلعت مصطفى ان هذا الحكم سيتم الغاؤه في محكمة النقض". واضاف "نؤكد احترامنا الكامل للقضاء المصري النزيه لكن حقنا كدفاع الا نتفق مع هذا القرار وان نطعن عليه امام النقض".
وبينما لم يتمكن الصحفيون من رؤية رد فعل هشام طلعت مصطفى الذي احاط به عدد كبير من رجال الشرطة اضافة الى افراد اسرته فان محسن السكرى بدا شاحبا عند النطق بالحكم وكان يدخن ويتلو ايات قرآنية.
وكان السكري وهو ضابط سابق في جهاز امن الدولة المصري، اعترف اثر القبض عليه في اب/اغسطس الماضي في القاهرة بأن هشام طلعت مصطفى حرضه على قتل سوزان تميم.
ولكن مصطفى نفى خلال المحكمة اي صلة له بالقضية.
وهشام طلعت مصطفى من كبار رجال الاعمال المصريين ويمتلك واحدة من اكبر شركات العقارات في مصر التي يبلغ راسمالها عدة مليارات من الدولارات.
وهو عضو قيادي في الحزب الوطني الحاكم ومن الاعضاء المعينين بقرار رئاسي في مجلس الشورى المصري.
لكن اتهام هشام طلعت مصطفى في القضية لم يؤثر على شركته التي واصلت اعمالها بشكل طبيعي حتى الان واوفت بالتزاماتها تجاه عملائها.
وعثر على المطربة اللبنانية سوزان تميم التي اكدت الصحافة المصرية والعربية انها كانت على علاقة خاصة مع هشام طلعت مصطفى قبل ان تترك مصر وتقرر الاقامة في دولة الامارات العربية المتحدة، مقتولة في شقتها في دبي في 28 تموز/يوليو الماضي.
وكانت النيابة العامة المصرية وجهت في ايلول/سبتمبر الماضي الى محسن السكري تهمة قتل تميم مقابل مليوني دولار حصل عليها من هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على الجريمة.
لكن الرجلين دفعا ببراءتهما في اولى جلسات المحاكمة التي بدات في 18 تشرين الاول/اكتوبر الماضي .
وكانت محكمة الجنايات قررت خلال ثالث جلسات المحاكمة في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حظر النشر في القضية التي تختلط فيها السلطة بعالم الفن والاعمال وتلقى اهتماما واسعام من الراي العام.
ورفعت الحصانة البرلمانية عن هشام طلعت مصطفى بناء على طلب من النائب العام المصري عبد المجيد محمود في نهاية اب/اغسطس الماضي قبل ان يتم توقيفه في الثاني من ايلول/سبتمبر.
وقالت الصحف المصرية بعد مقتل سوزان تميم انها كانت على علاقة غرامية مع رجل الاعمال المصري لمدة ثلاث سنوات وان هذه العلاقة انتهت قبل اشهر من مقتلها فغادرت مصر الى لندن قبل ان تستقر في دبي.
واشارت بعض الصحف ايضا الى ان هشام عرض على سوزان مبلغ خمسين مليون دولار كي تتزوجه.
وقد تزوجت سوزان ثلاث مرات اخرها من بطل مصارعة عراقي يدعى رياض العزاوي اشترت معه الشقة الفخمة في دبي قبل مقتلها، وفق تقارير الصحف.
واكد العزاوي لصحيفة صنداي تايمز البريطانية ان زوجته تلقت تهديدات بالقتل وانها كانت تخشى على حياتها ومن ان تموت على يد "قاتل مأجور".